▪︎ واتس المملكة:
.
يعد إرسال الرسائل بجميع أنواعها وأشكالها أكثر ما يقوم به المستخدمون على أجهزتهم الذكية طوال اليوم سواء كان في العمل أو المنزل، ولذلك يسعى المتطفلون والقراصنة إلى اعتراض أو كشف هذه الرسائل مهما كان دافعهم أو الوصول إلى أجهزة المستخدمين الذكية لكشفها، أو استخدامها وسيلة للتجسس ليكونوا قادرين على رؤية كل ما يفعله المستخدم عبر الإنترنت والاطلاع على كل اسم حساب وكلمة مرور يكتبها كل هذه البيانات تنقل من خلال شبكة الإنترنت التي لا يمكن لأحد أن يضمن تأمينها، لذلك يجب على المستخدمين محاولة تأمين أجهزتهم الذكية لصد وردع القراصنة والمتطفلين، ويقوم القراصنة في العادة بالوصول إلى أجهزة المستخدمين ورسائلهم عبر عدة طرق من أشهرها اختراق البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو “الواتساب”.
ويعتمد تأمين الرسائل في المقام الأول على عملية التشفير، ويعد التشفير من طرف إلى طرف أحد الدفاعات المهمة لحماية محادثات المستخدم من قراءتها من قبل الآخرين؛ فحتى لو قام أحد المتطفلين باعتراض الرسائل، فلن يتمكن من رؤية أي شيء، لأن هذا التشفير يعني أن الرسائل تظل مشفرة، بغض النظر عمن يرسلها أو يستقبلها.
البريد الإلكتروني
تعد خدمات البريد الإلكتروني وسيلة التواصل الأولى لأغراض العمل، لكن من الصادم أن خدمات البريد الإلكتروني الشهيرة مثل Gmail وYahoo لا توفر تشفيرا من طرف إلى طرف؛فإذا كان المستخدم مهتما بشكل كبير في تأمين رسائله فإن هناك عديدا من الحلول والخدمات التي توفر ميزة التشفير للبريد الإلكتروني مثل خدمة ProtonMail التي تعد خيارا شائعا للمستخدمين الذين يبحثون عن الخصوصية المطلقة بسبب اعتمادها على التشفير من طرف إلى طرف، إضافة إلى خدمة Mailfence التي توفر خيارات خصوصية وتأمين الحسابات بشكل قوي إلى جانب ميزة خاصة وهي التوقيعات الرقمية حتى تضمن للمتسلم أن البريد الإلكتروني للمرسل الموقع رقميا قد تم إرساله بوساطة المرسل وحده.
كما يمكن للمستخدمين الاعتماد على خدمة Tutanota وهي خدمة بريد إلكتروني مفتوحة المصدر وتدعم ميزة التشفير من طرف إلى طرف حتى مع مستخدمي خدمات البريد الإلكتروني الأخرى، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء كلمات مرور آمنة لعرض رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من Tutanota على خدمات بريد إلكتروني أخرى مثل Gmail.
الرسائل النصية
قد يرى البعض أن الرسائل النصية لم تعد تستخدم كثيرا هذه الأيام، إلا أن الجميع لا ينكرون أهميتها حيث تعتمد عليها الخدمات الحكومية وآليات التوثيق والتحقق بخطوتين وعديد من الخدمات الأخرى والبنوك وغيرها، فمع تطور تطبيقات التراسل بشكل سريع في الأعوام الأخيرة، لكن القليل منها يوفر تشفيرا من طرف إلى طرف تماما مثل البريد الإلكتروني،إلا أن هناك عديدا من تطبيقات التراسل المجانية توفر مستويات مناسبة من الأمان وأبرزها تطبيق Signal، الذي يعد الخيار الأول من حيث الأمان للباحثين عن الخصوصية بفضل اعتماده على بروتوكول تشفير خاص لتوفير التشفير من طرف إلى طرف للمكالمات الصوتية، ومكالمات الفيديو، والرسائل النصية، إضافة إلى تطبيق iMessages المتاح لمستخدمي “أبل” فقط.
الواتساب
يتميز تطبيق واتساب بأنه سهل الإعداد للغاية؛ لكن عملية الإعداد السهلة هذه تعني أن حساب المستخدم يسهل تعرضه لإساءة الاستخدام إذا لم يكن حريصا على تأمينه..، لكن لحسن الحظ من السهل جدا تفعيل طبقة إضافية من الأمان على حساب المستخدم ما يعني أنه لا يمكن اختراق حسابه إلا إذا حصل أحدهم على رمز التأمين المكون من ستة أرقام، لكن في المقابل، لن تحمي خيارات الأمان هذه من اختراق خطير مثل التصيد عبر ملفات الوسائط الذي قد يتسبب في تثبيت برمجية خبيثة داخل التطبيق، التي يمكنها بعد ذلك مراقبة الملفات الواردة للتطبيق، أو اختراق جهازك نفسه، لكن كل ما سيفعله المستخدم هو توفير طبقة أخرى من الحماية إذا تمكن شخص ما من خداعه لمشاركة رمز الحماية الخاص به، وهي عملية تعرف باسم القرصنة الاجتماعية.
وتستغل عمليات القرصنة الاجتماعية عادة للتلاعب وخداع الضحايا للكشف عن البيانات الحساسة أو تجاوز التدابير الأمنية، التي تسمح بالوصول إلى البيانات؛ ففي كثير من الأحيان يستغل المهاجم علاقته بالشخص الذي يخدعه ليعطيه معلومات مهمة تسمح بالوصول إلى الحسابات.
ولذلك يجب على المستخدمين عدم مشاركة أي بيانات مهمة لحساباته مع أي شخص مطلقا، وإعداد ميزة المصادقة الثنائية على حساباته لأنه سيكون بمنزلة عائق آخر لمنع أي شخص من تسجيل الدخول إلى حسابه، بحسب “الاقتصادية”.
