▪︎ واتس المملكة:
.
قد لا يمر يوم لا يسمع فيه المستخدمون أو لا يناقشون فيه أخطار الهواتف الذكية على أدمغة البشر، فبحسب المحللين النفسيين فإن معدل الاكتئاب يرتفع ثماني مرات بنسبة 27 في المائة، بسبب الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الأطفال الذين يستخدمون هواتفهم أكثر من ثلاث ساعات كحد أدنى هم أكثر عرضة لهذه الأمور من بقية أقرانهم، وذلك بحسب إحصائيات نشرتها The Atlantic Daily حول أخطار الهواتف الذكية على الأطفال.
أما على مستوى الأطفال في السعودية فالأمر مختلف، ففي دراسة أجرتها “كاسبرسكي” في السعودية، كشفت أنه فيما يتعلق بمحاولة تعزيز التنظيم الذاتي للأنشطة الممارسة عبر الإنترنت، يبدي 60 في المائة من أولياء الأمور السعوديين ثقتهم بمعرفة أطفالهم ما عليهم القيام به، ومع ذلك، يعترف 79 في المائة من هؤلاء بأنهم يقضون وقتا أطول من اللازم على الإنترنت، في حين يشعر ثلاثة أرباعهم تقريبا الذين تبلغ نسبتهم 82 في المائة بأن استخدام الإنترنت والأجهزة المحمولة بشكل عام يعيق الحياة الأسرية.
وليس هناك شك في أن الأنشطة الرقمية يمكن أن تسبب الإدمان للأطفال وتشتت انتباههم عن العالم الواقعي. لكن أكثر من نصف أولياء الأمور يثقون بأطفالهم عندما يتعلق الأمر بالوقت المخصص للإنترنت. على أن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن هذه الممارسة أكثر شيوعا بين الآباء. ويبدو أن 64 في المائة من الآباء يتركون لأطفالهم القرار بشأن أوقات الاستراحة، مقارنة بأقل من نصف الأمهات التي بلغت نسبتهن 55 في المائة.
لكن الأمر لا يقتصر على الثقة بمواعيد التوقف عن النشاط الرقمي على الإنترنت؛فنحو 41 في المائة من أولياء الأمور لا يشعرون بالحاجة إلى التحكم في أنشطة أطفالهم الإلكترونية أو استخدامهم للإنترنت. وقد تكون هذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر؛ فعلى الرغم من إلمام الأطفال بالتطبيقات والتنقل عبر الإنترنت، فإن المخاطر الرقمية لا تبعد أحيانا سوى نقرة واحدة.
وبجانب هذا النهج تجاه نشاط أطفالهم على الإنترنت، يظهر الاستطلاع أيضا أن أولياء الأمور لا يقيدون عاداتهم الخاصة بالهواتف المحمولة أو مقدار الوقت الذي يقضونه على الإنترنت؛ إذ أقر 79 في المائة منهم بأنهم مدمنون إلى حد ما على الإنترنت. وعلاوة على ذلك، أقر 80 في المائة منهم بأنهم استخدموا أجهزة متصلة بالإنترنت أو الأجهزة المحمولة أمام أطفالهم في المنزل، وأن نصفهم الذين بلغت نسبتهم 60 في المائة سمحوا بأن يقاطع نشاطهم على الإنترنت محادثاتهم مع أطفالهم.
من جانبها، قالت مارينا تيتوفا رئيسة تسويق المنتجات الاستهلاكية لدى “كاسبرسكي”، “يتيح الإنترنت والخدمات الرقمية للأطفال مجموعة واسعة من المحتوى الجذاب، ويمكن أن يستحوذا على انتباههم لفترة طويلة. لكن يجب أن نتذكر بأن العالم الحقيقي يمكن أن يكون أكثر جاذبية،ولا سيما إذا كان الآباء مستعدين لاستثمار وقتهم وقضاء ذلك مع الأطفال في القيام بأنشطة مشتركة، بل إن هذا الوقت في الواقع أكثر أهمية وقيمة للعائلات والأصدقاء”.
ولحماية الأطفال من أخطار الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ولمساعدة الأطفال على تخصيص أوقاتهم بشكل مناسب عبر الإنترنت، يجب أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار مثل، إظهار ولي الأمر الاهتمام بأطفاله بإيقافه نشاطه على الإنترنت للحظات عندما يحتاج أطفاله إليه، وتجنب التعجل في وضع حد للطفل عند الشعور بأنه يقضي كثيرا من الوقت على الإنترنت، والمبادرة إلى مناقشة الأمر معه بهدوء، لتجنب إثارة أي ردود فعل سلبية قد تلحق به الضرر على المدى الطويل، إضافة إلى تخصيص أنشطة حياتية أكثر تنوعا وجاذبية للطفل في وقت فراغه، لتشجيعهم على قضاء بعض الوقت بعيدا عن الأجهزة، وذلك مثل تجربة رياضة جديدة أو القيام بمزيد من الأنشطة العائلية، كما من المهم مناقشة القواعد الأساسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات التواصل الأخرى، حتى لا تؤثر في الدراسة أو التفاعل مع الأصدقاء في العالم الواقعي، إضافة إلى وضع قواعد لجميع أفراد العائلة، فلا يشعر الأطفال بالظلم في استخدامهم الإنترنت. وقد لا يشمل ذلك منع الهواتف على مائدة الطعام أو فرض حظر على استخدام الأجهزة قبيل النوم.
