وليد الركراكي.. رأس الأفوكادو الذي كتب تاريخ المغاربة

لا توجد تعليقات

211 مشاهدات

▪︎ واتس المملكة

فى عالم السينما لا توجد أفلام كثيرة تتحدث عن كرة القدم خاصة أن ملوك الصناعة أمريكان لايحبون الساحرة المستديرة كثيرًا، لكن إذا خطرت فكرة صناعة فيلم تدور أحداثه حول منتخب عربي يصل إلى المربع الذهبي للمونديال ويصبح مرشحًا قويا للتتويج بـ”كأس العالم” المقامة لأول مرة بالشرق الأوسط، ربما يصنفها البعض تحت بند “الخيال العلمي” إلا أن هذا تحول إلى حقيقة مع المنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي.

فى هذا الفيلم الذى كان خيالاً علميًا وبات واقعًا ملموسًا سيحتل المدرب وليد الركراكي دور البطولة، والحقيقة أن فى قصته تتوافر كل العناصر لتجعلها مثيرة وملهمة للجميع خصوصا أنه جاء من بعيد ليخالف كل التوقعات، ويتصدر المشهد ببراعة تامة، كما أنه لا تنقصه خفة الظل اللازمة لنجاح أى عمل فني، فالبعض لقبه بـ”رأس الأفوكادو” نظرًا لشكل صلعته لكنه اتخذها بشكل إيجابي وقال للعالم أجمع: “استحضروا النية وشجعوا اللاعبين وسترون صاحب رأس الأفوكادو ماذا سينجز؟”.

عبقرية رأس الأفوكادو

قصة وليد الركراكي يمكن أن تبدأ بلحظة انتصار أسود الأطلس على المنتخب الكندي فى الجولة الختامية لدور المجموعات والتأهل متصدرًا لمجموعته إلى دور الـ 16، وهذه المرة الثانية التى يتأهل فيها المغرب إلى هذا الدور منذ عام 1986، لينطلق اللاعبون فى احتفالات جنونية، ويحيطون بمدربهم ويضعون أيديهم على صلتعه فى مشهد أشبه بأخذ البركة منها، وأخذوا يرددون “رأس الأفوكادو، رأس الأفوكادو”، وهي العبارة التي يشتهر بها وليد الركراكي بين المغاربة.. فكيف بدأت حكاية هذا الرجل صاحب الإنجاز العربي الأبرز فى تاريخ المونديال.

ليس أشرف حكيمي

ولد وليد الركراكي في بلدية كورباي إيسون في الضواحي الجنوبية في باريس في فرنسا في 23 سبتمبر 1975، وكغيره من الأطفال المغربة عشق كرة القدم منذ صغره، بدأ مسيرته الكروية مع فريق راسينج كلوب دي فرانس أو ما يُعرف باسم راسينج باريس في موسم 1998- 1999، وشغل مركز الظهير الأيمن.

رحلة وليد الركراكي لا يمكن وصفها بالعظيمة فلم يكن يوما مثل لاعبه الحالي أشرف حكيمى نجم باريس سان جيرمان، لكنه مثل العديد من الفرق مثل تولوز، أجاكسيو، ديجون وفلوري ميروجيس في فرنسا، كما لعب لفريق راسينج سانتاندير في أسبانيا في الفترة ما بين عامي 2004 و2006، وعلي الصعيد الدولي مثل أسود الأطلس في 45 مباراة دولية لكن لم تكن لها بصمة كبري.

منحة وسط المحنة

في عام 2009، قرر الركراكي إعلان اعتزاله اللعب، وبعدها بسنوات قرر الانخراط في سلك التدريب وفى عام 2012 جاءته الفرصة التي طالما حلم بها بعدما تم تعيينه مساعدًا للمدرب رشيد الطاوسي في قيادة المنتخب بين عامي 2012 و2013 لكنها انتهت سريعًا بعد إقالة الطاوسي بعد خيبة أمل مغربي من نتائج الفريق آنذاك لكن لم يعلم أحدها أنها ستكون شهادة ميلاد لمدرب سيصنع الإنجاز الأعظم في تاريخ الكرة المغربية والعربية والأفريقية.

بعد الرحيل عن المنتخب المغربي، تولي الركراكي تدريب لفتح الرباطي من 2014 وحتى 2020، ومنه تولى تدريب الدحيل القطري لفترة وجيزة، 9 أشهر فقط، قبل أن يتولى تدريب الوداد المغربي، وخلال تلك الفترة كان إنجازه الأبرز التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا النسخة الماضية علي حساب الأهلي المصري ليجعل كل الأنظار تتجه إليه.

البطل يظهر متأخرًا دومًا

وأثناء تحقيق الركراكي لنتائج جيدة مع الوداد كان في المقابل المنتخب المغربي يعاني من الأزمات تحت قيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش بعدما دخل في صدام مع أكثر من نجم من نجوم الفريق على رأسهم الثنائي حكيم زياش ونصير مزراوي، إضافة إلى توديع كأس الأمم الأفريقية علي يد المنتخب المصري.

وفي المقابل المسيرة الناجحة للمدرب وليد الركراكي مع الوداد في الفترة من أغسطس 2021 إلى يوليو 2022، جعلت الجامعة المغربية تتخذ القرار الأصعب بإسند المهمة له في آخر أيام أغسطس 2022، وسط حالة من القلق والترقب خصوصا أن أول اختبار لهذا المدرب صاحب الـ 47 عامًا سيكون في المونديال.

لم يخيب رأس الأفوكادو ظن كل من وثقوا فيه وقاد أسود الأطلس في رحلة ستكتب بأحرف من ذهب في سجلات المونديال بعد الصعود إلى نصف نهائي مونديال قطر ولم يسكن شباكه سوي هدف وحيد، وليس هذا فحسب بل أطاح بأكبر المنتخب الأوروبية بداية من بلجيكا ثم إسبانيا وبعدها البرتغال، ولاتزال للرحلة باقية، وربما يدون الركراكي ورفاقه في سجلات المونديال ما لم يتخيله أحد يوما ما.