نيوكاسل في المربع الذهبي.. القادمون من الخلف نحو قمة الدوري الإنجليزي

▪︎ واتس المملكة

.

أداء أكثر من رائع يقدمه نادي نيوكاسل الإنجليزى في الدوري الإنجليزى جعله يتواجد بالمربع الذهبي وسط عمالقة المسابقة الأقوى عالميًا، بعدما كان يصارع الهبوط في الموسم الماضي، بل ويرشحه الكثيرون حاليًا للمنافسة على اللقب أو خطف بطاقة مؤهلة لبطولة أوروبية على الأقل من بين أنياب أندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام.. فكيف حدث هذا التحول في فترة وجيزة؟.

في أكتوبر من عام 2021، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي استحواذه على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، ليرسم حينها أغلب مشجعي كرة القدم سيناريوهات عن كيفية إعادة تلك القلعة العريقة على الطريق الصحيح من جديد لكن ما حدث فيما بعد خالف كل التوقعات.

طريق غير متوقع

تفاءل كل مشجعى نيوكاسل داخل وخارج المملكة المتحدة خيرًا بالمُلاك الجدد، وتوقعوا أن يكون ناديهم على موعد مع موسم انتقالات جنونيًا، واستقدام مدرب اسمه ملء السمع والصبر، فهذا هو المعتاد فى عالم الساحرة المستديرة حاليًا أرقام فلكية تُدفع فى اللاعبين والمدربين، وتركزت كل الأضواء آنذاك على فريق يصارع الهبوط فى البريميرليج مع مدربه المخضرم ستيف بروس.

هاو ليس أنشيلوتي أو مورينيو

أداء نيوكاسل مع بروس لم يرض أحدًا لذا رحيله لم يكن منه مفرا، والبديل كان المدرب الشاب إيدي هاو، ذلك الاختيار الذى فاجأ الجميع فهو ليس كارلو أنشيلوتي أو بيب جوارديولا  أو جوزيه مورينيو، مؤكد أنه مدرب جيد لكن فى عالم الكبار لايزال الطريق أمامه طويلاً، ففى سجله بطولة وحيدة وهى “التشامبيونشيب” في موسم 2014-2015 لكنها لا تكف لمنافسة الكبار من وجهة نظر البعض.

بداية هاو مع نيوكاسل لم تكن مثالية، وتوقع البعض سقوطه مبكرًا لكن الإدارة اختارت الصبر على المدرب صاحب الـ 44 عاما، وبالفعل كان الصبر مفتاح الفرج، وانطلق قطار الفريق محققًا سلسلة لاهزيمة استمر لـ 8 مباريات، مكنته من البقاء فى البريميرليج فى المركز الحادى عشر.

 بعد أداء هاو مع الفريق في الموسم الماضى، سلم الجميع بأنه الاختيار الأمثل لقيادة قلعة نيوكاسل، لكن مع بداية الانتقالات الصيفية الكل متوقع دخول النادي فى المزايدات الجنونية المعروفة فى عالم انتقالات اللاعبين لكن لم يحدث الأمر علي النحو المتوقع، وصحيح أن إدارة النادي الإنجليزى أنفقت قرابة الـ 136 مليون يورو لتدعيم صفوفها لكن يجب الاعتراف أن هذا الرقم يمكن إنفاقه على لاعب واحد في أندية أخرى والأمثلة في هذا الإطار كثيرة للغاية.

السخرية من ألميرون

صفقات نيوكاسل الصيفية جعلت الخبراء يتوقعون موسم جيد للفريق لكن المفاجأة كانت فى تقديم كتيبة إيدى هاو أداء مدهش أمام فرق مثل مانشستر سيتى واليونايتد، وتحقيق نتائج إيجابية لم تكن وليدة الصدفة أو الحظ إنما نتيجة عمل شاق يشهد به كل من تابع مباريات الفريق هذا الموسم.

تخيل أن لاعب مثل شاب مثل ألميرون أصبح مرعبًا للحراس مع نيوكاسل، ويركز مدربو الخصوم عليه لإيقافه في ظل تألقه هذا الموسم مع أنه بالنظر لأشهر معدودة للوراء كان محط سخرية الجميع وعلي رأسهم الإنجليزى جاك جريليش، مهاجم مانشستر سيتي الذى تم تصويره خلال احتفالاته بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في مايو الماضي، وهو يسخر بقسوة من ألميرون.

وفي مقطع المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما سأله زميله برناردو سيلفا عن السر وراء فوزه باللقب، قال المهاجم الذي انتقل من أستون فيلا إلى سيتي مقابل 100 مليون جنيه إسترليني: هناك سران.. واحد، رياض محرز، أخرجه من الملعب في أسرع وقت ممكن لأنه يلعب مثل ألميرون”.. والآن جريليش يعاني بينما ألميرون متألق فى الملاعب.

تجربة نيوكاسل الحالية أثبت أن النهوض بالأندية صاحبة التاريخ يحتاج إلى إدارة احترافية لا إدارة تلجأ إلى الاستعراض، فالمال ليس السبيل الوحيد بل يجب اقترانه بالعقل والتخطيط حتى يدوم النجاح لأطول فترة ممكنة، والمعرف في عالم الساحرة المستديرة أن هناك طريقان إلى الوصول إلى المرمي هناك طريقة البناء من الخلف وتحتاج إلى صبر لإتقانها لأنه قد تقع في أخطاء فى سبيل تعلمها بشكل مثالي، لكن فور إتقانها يكون النجاح شبه مضمون، وهناك طريقة الكرات الطويلة، لاشك أنها أسرع في الوصول إلى المرمي لكنها تعتمد علي الحظ أكثر، وقد تنجح في مرة لكن لن تنجح دائمًا.

نظرة سريعة علي أرقام ونتائج نيوكاسل هذا الموسم ستوضح مدي تطور الفريق الذى حصد 27 نقاط بعد 14 مواجهة خاضها، محققًا 7 انتصارات و6 تعادلات وهزيمة واحدة، وسجل 28 هدفا، واستقبل 11 هدفا ليصبح واحد من أكثر الفرق صلابة دفاعية فى البريميرليج متساويا مع آرسنال ومتفوقا علي مانشستر سيتي الذى استقبلت شباكه 12 هدفا مع وجود مباراة مؤجلة له.

أيضًا اللافت للنظر في نتائج نيوكاسل قدرته على تحقيق نتائج إيجابية أمام عمالقة البطولة، بعدما تعادل بنتيجة (3-3) مع مانشستر سيتي، وكما تعادل سلبياً مع مانشستر يونايتد، بينما فاز على توتنهام. 

● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

Source akhbaar24