▪︎ واتس المملكة
.
أكبر الأخطاء في تاريخ البشرية، اُرتكبت بحسن النية، مُنذ تلك اللحظة الأولى التي قرر فيها أبونا آدم التعامل مع *إيغواء الشيطان* له وأمنا حواء.. وكانت النتيجة: الخروج من النعيم!
وللأسف، فإن من بيننا اليوم من لا يتعظ من قصص التاريخ، صغيرها وكبيرها، ويُصر في كل يوم؛ بجهل كان أم بعمد، ارتكاب الأخطاء المميتة، والقاتلة، والتي عادةً ما يرتكبها بدافعٍ من إغواء أو فضول.. أو بدافعٍ من غباء.. أو بدافعٍ من رغبة في الشهرة.. وكل ذلك على حساب أمنه الشخصي وأمن وطنه وأمن الآخرين !
على كثرة الأعمال الإرهابية التي تحدث في العديد من دول العالم، إلا إننا لا نجد هوس التوثيق الفردي لها كما هو حادثٌ لدينا، رغم أن بعض تلك الدول ليست في حالة حرب قائمة مثلنا.. ماذا يعني ذلك؟ هل هم وطنيون أكثر منّا؟ هل يتمتعون بوعي أكبر؟ هل قوانينهم المحلية أكثر صرامة؟ هل يخافون على بلدانهم أكثر مما نخاف نحن على وطننا؟!
لا أحد يختلف على خطورة الأعمال الإرهابية التي وقعت في ابقيق وهجرة خريص، ولكن الأخطر منها *في ميزان العقل* هو ما رافقها من تصرفات فردية في توثيق ما جرى، بدوافع متعددة وغايات مرضية وبكل أسف، فالذي وصل به الحال لتوثيق يومياته منذ استيقاظه وحتى خلوده إلى النوم، لن يُستغرب منه توثيق حدث هنا أو حدث هناك، فالذي يستسهل حياته الشخصية إلى هذه الدرجة لا غرابة أن يستسهل أي شيء آخر ! حتى وإن كان ذلك سيتسبب في تعريض أمنه وأمن الآخرين للخطر!!
الأكيد، أن بعض فئات المجتمع اُبتليت بمرض الشهرة وهوس التوثيق، غير مبالين أنهم بذلك يخسرون أنفسهم قبل أن يخسرون ثقة الآخرين بهم.. لأنهم باختصار ممكن أن يتوقفون في ذات يوم لتوثيق لحظة وفاتك وأنت تُنازع الموت في الطريق، دون أن يتقدمون خطوة لإنقاذك.. فاحذروا هواة التوثيق، فهم شياطين الإنس الذين يريدون زعزعة جنتكم وأرضكم..
