▪︎ واتس المملكة
.
((في الوقت الذي قامت فيه المرجعية الشيعية النجفية ممثلة في السيد السيستاني وغيره بتحريم سبّ الصحابة ووصفه بأنّه أمر “مستنكر ومدان ومخالف لتعاليم الدين” قام التلفزيون الرسمي- وهو سلوك يتكرر بشكل مستمر في الإعلام الرسمي الإيراني- بشتم وإهانة الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. وسبب هذه المفارقة أنّ سب الرموز السنية وإهانتها جزء لا يتجزأ سياسياً وأيدولوجياً من نظرية ولاية الفقيه التي يتبناها النظام الإيرانيّ ولا يؤمن بها أغلبية الشيعة في العراق ولبنان والخليج بل وإيران. لكن النظام الإيراني يفرضها فرضا على الإيرانيين، ويريد أن يفرضها خارج حدوده أيضاً.
وكان من جراء تبني النظام الإيراني لولاية الفقيه أنه لم يكتف بمسألة إهانة الرموز الإسلام، بل وسّع من إجراءاته في إهانة أهل السنّة لتشمل منع رموزهم الدينية والسياسية من السفر والتنقل بين المدن الإيرانيّة، والتضييق على بناء مساجدهم، ومنع بناء أيّ مسجد خاصّ بهم في طهران، ومنعهم من المناصب المهمة في الدولة، بالإضافة إلى عدم وجود قوانين حاسمة تمنع الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين والرموز السنيّة، كما هو الحال في منع الإساءة إلى رموز الثورة الإيرانية، أو كما هو الحال في دسترة الهوية المذهبية للدولة في بنود الدستور.
وان كانت ولاية الفقيه بمثابة الحاضنة التي تغذي المتطرفين لإهانة أهل السنّة، والانتقاص منهم دينيا وسياسياً ومذهبياً، فإنها لم تكن ذات جاذبية تذكر بل نادرة لمعظم الشيعة في السعودية والخليج وها نحن نجد الجندي الشيعي يقاتل إلى جانب الجندي السني في الحد الجنوبي ضد ميليشيات الحوثي الايرانية، دفاعا عن وطنه السعودية التي يدين بالولاء لها ولقيادتها ويقدم روحه في سبيل ذلك.
