أعلن معناprivacyDMCAالبثوث المباشرة

ولماذا لا نضع البيض كله في سلة واحدة؟

ولماذا لا نضع البيض كله في سلة واحدة؟

▪︎ واتس المملكة:

.



“يقول الجاهل لا تضع كل البيض في سلة واحدة، وهي طريقة أخرى لقول بعثر مالك واهتمامك، لكن الرجل الحكيم يقول ضع كل البيض في سلة واحدة وراقبها جيداً”.

بالطبع تخالف عبارة “مارك توين” التي جاءت في إحدى رواياته الصادرة عام 1894 أساسيات استثمارية اعتاد الكثيرون سماعها وتكرارها باعتبارها من المسلّمات غير القابلة للنقاش.

في حب التركيز

وربما لا يمكن اعتبار “مارك توين” الكاتب الشهير مصدراً للنصائح الاستثمارية، خاصة مع مرور أكثر من 125 عاماً على عبارته الأثيرة.

لكن الواقع أن عدداً من المستثمرين الأكثر نجاحاً وحداثة لا يفضلون استراتيجية التنويع بين فئات الأصول المختلفة ويرونها تمتلئ بالعيوب أكثر من المميزات.

وقبل قرن مضى، قال “أندرو كارنيجي”: “لا تبعثر رصاصتك، النجاحات العظيمة في الحياة تصنع بالتركيز”.

ويعتبر التركيز وليس التنويع منهج الكثير من الأثرياء في سوق الأسهم والذين يفضلون دراسة الفرصة الاستثمارية جيداً ثم اتخاذ القرار في اتجاه محدد.

ما الذي يجمع بين “بيل جيتس” و”سام والتون” و”عائلة روكفلر”؟، إنه الاستثمار في صناعة واحدة وأحياناً في شركة واحدة فقط، هكذا كان الوضع بالنسبة لمعظم الأمريكيين الأثرياء.

يقول “بنيامين غراهام” الأب الروحي لاستثمار القيمة إن الثروات الكبيرة حقاً من الأسهم تحققت عبر أشخاص قاموا بتعبئة كل أموالهم في استثمار واحد كانوا يعرفونه جيداً.

ويمكن لمحفظة بسيطة مكونة من سهمين تم اختيارهما بعناية وبعد بحث ودراسة لتفاصيل الشركات والقطاعات أن تتجاوز كثيراً متوسط السوق بأكمله.

“وارن بافيت” المستثمر الشهير قال في الاجتماع السنوي لمستثمري “بيركشاير هاثاواي” عام 1996 عند سؤاله عن رأيه في تنويع الاستثمار: “أنه يمثل حماية ضد عدم المعرفة، لكنه يحمل القليل من المنطق بالنسبة لهؤلاء الذين يعرفون ما يفعلونه جيداً”.

ويوضح “حكيم أوماها”: “استثمار واحد قوي يمثل حماية ضد تقلبات الاقتصاد، قليل من هذه الأنواع من الشركات أفضل وأكثر أماناً من مائة شركة تمثل المتوسط التقليدي”.

ويفضل “بافيت” دائماً نهج الاستثمار بقوة في الأعمال التي يعتقد – بعد دراسة وافية – أنها تمثل خياراً رابحاً، وهو ما يجعله يضخ أموالاً ضخمة في الشركات التي يرى فيها آفاقاً جيدة للربح.

بينما فكرة امتلاك عدد كبير من الاستثمارات المتنوعة ورغم أنها تمنح المستثمر هامشاً كبيراً من الأمان في حال هبوط جزء من المحفظة، فإنها تمثل عائقاً أمام تحقيق أرباح أكبر.

ومثلما صاغ “ويليم أونيل” الأمر في كتابه الشهير “كيف تحقق المال في الأسهم” فإن عدد الأسهم التي تملكها كلما زاد كان رد فعلك أكثر بطئاً في عملية البيع وجمع أموال كافية استعداداً للسوق الهابط التالي.

والمستثمر الذي ينتهي به الأمر فائزاً يجب أن يمتلك سهماً أو اثنين مربحين بشكل كبير بدلاً من عشرات الأسهم التي تحقق مكاسب بسيطة.

لماذا التنويع إذن؟

لكن مهلاً، هذا لا يعني أن دعاة التنويع في الاستثمار مخطئون بشكل كامل في رؤيتهم.

التنويع وسياسة “تقسيم البيض في أكثر من سلة” يستهدف في المقام الأول إدارة مخاطر عدم اليقين، والتعامل مع المخاوف المتعلقة باستثمار ما في وقت معين.

فإذا كان هناك مستثمر لا يمتلك معرفة واضحة باتجاه السوق في الفترة المقبلة فإنه سيكون من المنطقي أن يختار محفظة متنوعة تضم معظم القطاعات أو حتى شراء مؤشر السوق لتجنب المخاطرة وفقدان كل أمواله.

يرى “بافيت” أن التنويع ليس سيئاً بصفة عامة وإنما يعتبر بمثابة استراتيجية جيدة بالنسبة لشخص يشعر بأنه لا يفهم جيداً الاستثمار الذي يعمل فيه، “إنه اعتراف عمليبعدم المعرفة”.

الأمر بالتالي يرتبط بمدى فهمك للاستثمار الذي ترغب في الدخول إليه، ودرجة رغبتك في التعامل مع عدم اليقين المتعلق به وإدارة المخاطر المحتملة.

فإذا لم تكن على دراية كافية بنشاط الشركة ووضعها المالي من حيث مصادر الإيرادات والتدفقات النقدية ولديك تشكك متعلق بآفاق وضعها مستقبلاً، فإن خيار عدم وضع أموالك كلها في هذا السهم يصبح منطقياً للغاية.

لكن حتى في هذه الحالة لا يجب الدخول في كثير من الاستثمارات للحصول على أكبر قدر ممكن من الأمان.

فاستخدام عدد محدود من الأصول عكسية الترابط يحقق الهدف المنشود ويمنح المستثمر القدرة على متابعة تطور هذه الاستثمارات واتخاذ القرار في الوقت المناسب.

مَن أنت؟

عندما تلتقي بمستشار مالي في أي بنك استثماري، ستجد أنه سيطرح عليك الكثير من الأسئلة التي تتلخص كلها في محاولة معرفة أمر واحد فقط: ما هو هدفك؟

وكما أن الناس مختلفون في طباعهم وأفكارهم وتفضيلاتهم، فإن المستثمرين كذلك تختلف رغباتهم ومخاوفهم وأهدافهم.

وبالنسبة للكثيرين تعتبر أفضل طريقة آمنة للاستثمار هي توزيع أموالهم عبر عدد من فئات الأصول عكسية الترابط، بمعنى شراء بعض الأسهم في قطاعات متنوعة مع سندات حكومية وربما سلع أساسية مثل الذهب وغيره.

تضمن هذه المجموعة المتنوعة من الأصول مخاطر أقل للمستثمر، فإذا تراجع سوق الأسهم أو شركات قطاع معين فإن أداء باقي الأصول سوف يعوض هذا الهبوط لتحقق المحفظة في النهاية متوسط عائد إيجابي.

كما أن الاتجاه العالمي نحو الاستثمار السلبي يتسارع كثيراً في السنوات الماضية، والذي يستهدف شراء صناديق المؤشرات التي تقدم للمستثمرين فرصة شراء المؤشر بأكمله وبالتالي الحصول على متوسط أداء السوق، بعيداً عن معضلة الاختيار وطموح التغلب على السوق والذي قد ينتهي بالخسارة.

لكن على الجانب الآخر، يوجد الاستثمار النشط الذي يسعى فيه المستثمرون للتفوق على السوق من خلال محاولة اختيار أصول معينة يعتقدون أنها ستحقق أداءً أفضل من المتوسط.

وكما تقول القاعدة الأولى في الاستثمار: “مخاطر أعلى تعني عوائد أكبر”.

بالنسبة لهؤلاء الذين يستهدفون نسبة أمان أكبر فإنهم سيحققون أرباحاً أقل من الشخص المستعد للمخاطرة بدرجة أعلى، لأن السوق ببساطة لا يكافئ النهج الآمن بنفس درجة تقديره للمغامرين الذين بذلوا جهداً في البحث ودراسة اختيار الاستثمار قبل التنفيذ.

والحقيقة الوحيدة في الاستثمار هو أنه لا وجود لإجابة واحدة ترضي الجميع، ولا طريقة ثابتة مضمونة للربح.

وكما يفضل كثير من المستثمرين وضع أموالهم في مجموعة واسعة من الأصول طلباً للتنويع والأمان، فإن البعض يغامر بالتركيز في عدد محدود للغاية من الاستثمارات اعتقاداً بحسن دراستهم للموقف وأملاً في تحقيق عوائد أفضل.

وفي النهاية، يظل لكل مستثمر الحق في اختيار “وضع البيض في سلة واحدة” من عدمه، لأنه وحده مَن سيشعر بالألم أو يجني المكاسب.

Source argaam



slot gacor
https://maspasha.com/
slot gacor
https://punchermedia.site/
https://bkpsdm.tanahlautkab.go.id/galaxy/
max88
https://143.198.234.52/
sonic77
https://159.223.193.153/
http://152.42.220.57/