▪︎ واتس المملكة
.
هل نحن بحاجة إلى قناة سعودية عالمية باللغة الإنجليزية؟ ربما هو سؤال يتردد مع كل نبأ عظيم ينال من صورتنا في الخارج سواء إيجابًا أم سلبًا، لكن ما الداعي إلى إنشاء القناة، وإن نشأت ما توجهاتها، وما أبرز منطلقاتها، ومدى انعكاسها على صورة المملكة في الخارج.
صحيح أن مجتمعات أخرى تخيط قصصنا بطريقتها فتظلمنا، ونحن نتألم لهذا الظلم، لكن يقول الشاعر العربي: “ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدّم”، وأتفق مع من ينادي بقناة سعودية عالمية ناطقة بالإنجليزية لأسباب عدة، منها أن نذود على حوض منجزاتنا، وصحيح أن مقالًا لن يكفي، لكن قد يكون هذا السرد مثل الكشاف البسيط الذي ينير جانبًا من الطريق.
قد يقول قائل إن القنوات التقليدية قد ولت، ولكن أسأله لماذا لا زالت دول تتمسك بقنواتها مثل CNN الأمريكية، وBBC البريطانية، وFrance24 الفرنسية؛ لأنها باختصار تعد قنوات ومنصات موثوقة لدى الناخب وصانع القرار في الغرب، فهذه المنصات رغم تقليديتها إلا إنها تؤدي دورًا محوريًّا في كونها قوة ناعمة وعصا غليظة، تضرب فيها الدول الغربية من يخالف سياستها ونهجها، إذا لا بد من قناة سعودية تكون منصة يمرر من خلالها منهجية السعودية وقصتها الحقيقية للرأي العام في الغرب والشرق.
أمر آخر، مثل هذه القناة ستلقى الضوء على القصص السعودية المختلفة التي تطرأ يومًا بعد يوم مثل مشروع نيوم، والهيدروجين الأخضر، والقدية، والتطور الحاصل في الرياضة والثقافة والفن، وهناك أمر سيصعد بهذه القناة وهو بث أنشطتنا الرياضية مثل الملاكمة أو الفنية مثل الغناء من خلالها بدلًا من البث عبر منصات أخرى، ولذا من العدل أن يكون البث عبر قناة سعودية إنجليزية خالصة كي تجذب أرقامًا مهمة من المشاهدين.
من أسباب إنشاء القناة، هو أن تكون قاعدة معلوماتية مهمة لكل ما يحصل في السعودية من أنشطة مختلفة، فيجد السائح الذاهب للسعودية، أو السائح المحتمل زيارته فرصته في مشاهدة منصة سعودية رسمية تبث معلومات موثوقة، وتروج لكل القصص السعودية المختلفة، وعلى هذا فإن مثل هذه المنصة ستكون ذات مصداقية وموثوقية عالية، وستكون منصة لترويج المعلومات عن المملكة.
سيكون للقناة حضور في جميع المنصات الرقمية، فكما نعلم فإن وسائل التواصل الاجتماعي تغيير كل فترة من خلال ظهور واختفاء تطبيقات، فخلال السنوات العشر الماضية ظهرت منصات مثل سناب شات وتيك توك وثريدز، إضافة إلى نشاط منصات أخرى مثل تويتر وفيس بوك وإنستغرام، وبالتالي فتغير هذه المنصات أمر لا مفر منه، وهذا يقودنا إلى أهمية إنشاء قناة عالمية تجمع شتات ما تفرق من قصصنا في هذه المنصات، على سبيل المثال فإن المشاهد الغربي لا يثق بوسائل التواصل بل في المنصات الرسمية، وهي من تؤثر في قراره وتوجهه نحو الرأي الصحيح، لذا فالقناة السعودية باللغة الإنجليزية ستجمع هذه المصادر في منصة واحدة وستقدم معلومة موثوقة.
ولا تقف الأسباب عند هذا الحد، بل إن القناة ستطلق حساباتها في المنصات الرقمية المختلفة، وبالتالي ستجتذب الجماهير من أطياف مختلفة، وكلما زاد عدد أرقام المتابعين كلما استطاعت القناة أن توجد مصادر مادية يجعلها تواصل حضورها، وتمول جهودها وأنشطتها بشكل شبه ذاتي، إن التسويق الرقمي اليوم أصبح مفتوحًا على مصراعيه، وتستطيع أي قناة أن تسوق نفسها، وتجد لها مصادر دخل سواء من قبل الإعلانات أو المداخيل المادية التي تقدمها منصات وسائل التواصل.
أخيرًا الحديث يطول والكلام يمتد لشرح فائدة إطلاق قناة سعودية عالمية، تكون ناطقة بالإنجليزية، فمن كونها ستكون مصدرًا موثقًا لكل معلومة عن المملكة، إلى كونها تبث أحداث مختلفة وقدرتها على تسويق نفسها، فإنها ستحمل رسالتنا للعالم، وستكون قوتنا الناعمة في مزاحمة المحتوى السلبي الرقمي المنشور عن المملكة إلى محتوى إيجابي يغمر خوارزميات عوالم الإنترنت، نحن نستحق حضورًا أجمل، ونحن نستحق قناة تحمل قصتنا للعالم أجمع.
● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .
Source ajel
