▪︎ واتس المملكة:
.
تتداول الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي قصة إنسانية مؤثرة، عن جد مصري سبعيني، يذهب إلى الجامعة يوميًّا من أجل مرافقة حفيده الكفيف، وينتظره حتى ينتهي الحفيد من محاضراته، ليعود به إلى المنزل.
وفي تقرير مصور تقول هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: إن قصة “الجد وحفيده الكفيف” ينطبق عليها المثل المصري: “أَعَزّ الوِلْد، وِلْد الوِلْد (الحفيد)”، فالأحفاد لهم مكانة خاصة عند الأجداد والجدات.
وبدأت قصة “ياسر” عندما طلّق والدُه أمَّه منذ أن كان بعمر 3 أشهر، ومنذ ذلك الوقت لا يعرف الأب شيئًا عن ابنه، فكان “الجد أحمد” بدوي هو من يربّيه ويعينه ويساعده في حياته اليومية، وقد حرص جده على تحفيظه القرآن الكريم، بعد أن لاحظ قدرة “ياسر” على الحفظ.
أنهى “ياسر” دراسته الثانوية، ورغب في الالتحاق بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، وهنا ظهرت المشكلة في حياة الطالب الكفيف؛ فالجامعة لا توفر مرافقين للطلبة المكفوفين، بل على أهالي الطلبة توفير هذا المرافق بأنفسهم، ورغم أن الجد مسن سبعيني إلا أنه قرر أن يكون مرافقًا لحفيده في الجامعة، يقوم بتوصيله كل يوم وينتظره حتى ينتهي من محاضراته، ويصطحبه عائدًا إلى المنزل.
انتشرت قصة “الجد، وياسر” بعد أن التقط شخص صورة لهما أثناء توصيل الجد لحفيده إلى الجامعة، ونشرتها عدة صحف مصرية، مناشدة المسؤولين برعاية الجد والحفيد.
وفي مقابلة مع بعض الصحف المصرية، يؤكد الجد أنه لن يبخل على حفيده بأي شيء حتى يكمل مشواره التعليمي، يقول الجد: “أنا أعمل كل جهدي ومجهودي حتى يتعلم حاجه تنفعه بعدين، وربنا يكرمه وياخد الشهاده”.
وطلب الجد فقط وسيلة مواصلات تنقله وحفيده يوميًّا إلى الجامعة، أما “ياسر” فكانت أمنيته أن يساعده شخص مبصر بالقراءة له حتى يتمكن من تحصيل علومه، كما يحتاج شخصًا يقوم بالكتابة له أثناء أداء الاختبارات؛ حيث تشترط الجامعة أن يكون هذا الشخص حاصلًا على شهادة دبلوم الثانوية وليس شهادة جامعية.
وقد تفاعل كثيرون مع قصة ياسر؛ يقول المغرد محمد نجيب: “صورة تحمل كل معاني الحب والوفاء لطالب كفيف بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، يقوم جده بتوصيله”، أما المغردة صباح علي فقالت: “نطلب من مشيخة الأزهر توفير مرافق له، وأن توفر له نفقة الانتقال، والأزهر لن يتأخر عن طلابه”.
وحسب التقرير فقد قرر الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إعفاء “ياسر” من المصروفات الدراسية، كما أكد أن ياسر يستطيع أداء الامتحان إلكترونيًّا في حال تمكنه من التعامل مع الكمبيوتر، كما ستعمل الجامعة على استخراج كارنيه لمرافق ياسر من أجل تيسير دخوله إلى الجامعة”.
كما قررت وزارة التضامن المصرية توفير مرافق لياسر، إلى جانب تحمل الوزارة لتكاليف انتقاله يوميًّا من المنزل إلى الجامعة.
