أعلن معناprivacyDMCAالبثوث المباشرة

“عليّ بالطلاق”.. “هياطٌ فارغ” و”سفه” تصدّر المجالس والتصق بالكرم.. والضحية زوجة وأبناء!

“عليّ بالطلاق”.. “هياطٌ فارغ” و”سفه” تصدّر المجالس والتصق بالكرم.. والضحية زوجة وأبناء!

▪︎ واتس المملكة:

.



بعدما أصبحت مقولة (عليّ بالطلاق) أحد أنواع “القسم” التي تُستخدم لإنهاء النقاش، وتحظى برواج كبير في المجالس والمجتمعات بشكلٍ يومي دون إدراك خطورتها وتسبّبها في هدم الأسر وضياعها، بات من غير المستغرب أن تستيقظ زوجة من نومها يومًا وتفاجأ بأنها خارج محيط الأسرة؛ بسبب كلمة أطلقها زوجها لصديق أو قريب أو لعامة المجتمع أملًا في تلبيته للدعوة أو قبوله لهدية؛ وقد تكون لأمر أقل من ذلك بكثير.

أخيرًا ارتفعت نسبة مُطلقي هذه المقولة المخيفة التي تعني إنهاء مستقبل الأسرة وضياعها، ورصدت المنصات الرقمية مشاهد لمناسبات مجتمعية ارتفعت الأصوات فيها بمقولة (عليّ بالطلاق)، وكأنها جزءٌ من العادات والتقاليد المرتبطة بالكرم وبالأصالة، وأصبحت دارجةً على ألسن مَن لم يرتبط بزوجة، ووصفها بعضهم بـ”هياط فارغ”!

“سبق”.. حاورت مختصين من جوانب تربوية واجتماعية وعلاجية عن أسباب انتشار هذه الظاهرة في المجتمع بشكلٍ مخيف، وآثارها السيئة على الأسرة، وكيف يُمكن السيطرة عليها وإيجاد الحلول المقترحة للحد من تفشيها.

بدايةً قال استشاري الاضطرابات النفسية وعلاج الإدمان في مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض الدكتور “علي القحطاني”، لـ”سبق”: إن استخدام لفظ (عليّ بالطلاق) لإثبات الكرم وتأكيد العطاء ما هو إلا هياط فارغ أصيب به المجتمع دون إدراك لعواقبه الدينية والأسرية والاجتماعية حتى النفسية، مبيناً أن هذا الهياط وصل لمراحل غير منطقية حتى بات كثير من غير المتزوجين والنساء يرددون هذا اللفظ.

وأضاف القحطاني: من الملاحظ في الآونة الأخيرة استخدام هذا اللفظ بشكل خاطئ وفي مواضع خاطئة، مبيناً أنها كلمات قليلة في نطقها لكن لها معانٍ كبيرة جداً، وكثير من الناس يرى أنها كلمة أصبحت تستخدم لتأكيد الحرص على الرضوخ لطلب معين، أو المنع من هذا السلوك، أو تحمل عبء محدد، ومن أمثلة ذلك ما نراه أمام مكاتب المحاسبين في المطاعم، وما بدأنا نلاحظه على مواقع التواصل المختلفة.

وأوضح الدكتور “القحطاني”، أن استخدام هذه الكلمة بكثرة وبهذه الطريقة تكون لها -ومع الأسف- آثار سلبية من الناحية النفسية ومن الناحية الاجتماعية، مشيراً إلى أن العلاقة الزوجية هي علاقة وثيقة جداً وهي من أقوى أنواع العلاقات، فالتعريض بالعلاقة مع الزوجة بهذا الشكل غير مناسب ولا يظهر فيه أي احترام لها، وتعويد اللسان على هذا اللفظ قد يؤثر في المستوى النفسي لدى الزوجة ويؤدي إلى عديدٍ من الآثار النفسية، حيث يوصل هذا اللفظ رسالة سلبية إلى الزوجة بأنها رخيصة لديه، وهذا أمرٌ خطير جداً، إضافة إلى خطورتها في حال وقوع الطلاق بسبب هذا اللفظ وتأثير ذلك على الأسرة وتشتتها.

وختم بأنه من المؤلم أن علاقة سامية مثل العلاقة الزوجية تنتهي بسبب الاستهانة بالطلاق، وفي لفظٍ قد يُطلق على طلبٍ تافه وتحكم تلبيته ظروف الآخرين، مضيفاً أن تأثيره يتعدى إلى الأبناء نظير كثرة سماعهم لهذا للفظ الذي قد يصبح عادة لهم، وهو ما نلاحظه بالفعل، فتجد أن الأبناء يقومون بترديدها رغم أنهم غير متزوجين أصلاً.

وفي الجوانب التربوية والاجتماعية، تحدّث أستاذ الدراسات العليا بقسم التربية بالجامعة الإسلامية “الأستاذ الدكتور عادل المغذّوي”، وقال: أصبحت كلمة (عليّ بالطلاق) تخرج من الزوج على أتفه الأشياء، والنتيجة هدم أسرة وتشريد أفرادها بسبب عدم الانصياع لأمر الحالف بالطلاق! فأي سفهٍ يعيشه ذلك الزوج؛ حينما يجعل مصير أسرة كاملة كانت تعيش آمنة مطمئنة تتشتت ويدب فيها الضعف المجتمعي بسبب كلمة طائشة ليس للزوجة ولا الأبناء ذنبٌ أو جريمة اقترفوها إلا أنهم تحت رعاية مَن لم يحمل للمسؤولية والأمانة أي محملٍ؛ بل جُل همه إثبات رجولته الزائفة على حساب عادات وتقاليد نهى عنها الدين الحنيف وحذّر منها أشد التحذير.

وأضاف المغذّوي: ليس من العقل في شيء استعمال الزوجِ الطلاقَ في معاملاته اليومية من بيع وشراء، وأخذ وعطاء، وتافهٍ من الأمور لا يُلتفت إليه طارحاً مكانة الزوجة ومصير أبنائه خلف ظهره ويفسد تنظيم العلاقة بین الرجل والمرأة وتكوين الأسرة، بل أصبح الاستهتار بالحیاة الزوجية وفقدان قيمة الزوجة عند بعضهم مصدر فخر واعتزاز، وبات بكل أسف العبث بعقد النكاح من أبسط ما يمتهن بلفظ الطلاق واستخدامه كأداة تهديد للزوجة وكحلف.

وأتبع “المغذوّي”: “في اعتقادي أن أبرز الأسباب الاجتماعية لظاهرة الحلف بالطلاق هي التنشئة الاجتماعية منذ الصغر، إضافة لقلة الوعي الثقافي لدى الأفراد وعدم وجود رادع من قبل الآخرين. مع عدم الثقة بالنفس وغیاب الوازع الدیني مع ما يشعر به الحالف من حب الظھور والتفاخر بالنفس ولإثبات الوجود”.

وختم “الأكاديمي بالجامعة الإسلامية” بأنه يجب على المربين والمهتمين بتربية الأجيال أن يتنبهوا لمثل هذه الممارسات اللامسؤولة من قِبل البعض، وتوعية المجتمع بخطورتها، حيث باتت الظاهرة تُهدد أمن السرة وكذلك المجتمع، وينبغي معرفة أسباب اللجوء إلى الحلف بالطلاق ومعالجة آثاره الاجتماعية على أفراد الأسرة عموماً والزوجة خصوصاً، مع إبراز دور الإعلام وتكثیف البرامج الإعلامية؛ خصوصا نشر الوعي بین الأسرة، وإيضاح كثیرٍ من السلوكيات والاتجاهات والأفكار الخاطئة التي یتبعھا بعض الناس في علاقاتهم مع بعضهم بعضاً”.

Source sabq



slot gacor
https://maspasha.com/
slot gacor
https://punchermedia.site/
https://bkpsdm.tanahlautkab.go.id/galaxy/
max88
https://143.198.234.52/
sonic77
https://159.223.193.153/
http://152.42.220.57/