فن الأنمي.. من أين بدأت القصة وكيف انتشر في المجتمع؟

▪︎ واتس المملكة

.

المناطق ـ  لطيفة حمود العتمي

الأنمي بلا شك من الفنون التي لاقت رواجاً هائلاً في العالم العربي وتحديداً في المجتمع السعودي فأصبح لها صيتها ومكانتها في قلب الصغير والكبير، فمن منا لم يتابع يوماً مغامرات سيندباد أو قرية النخيل، أو لم يشاهدون بيس أو ناروتو في منتصف الليل قبل الذهاب للمدرسة؟

ففي هذا التقرير الصحفي سنتحدث -بمشيئة الله- عن تعريف الأنمي وبدايته وأصل نشأته، ومن أين جاءت قصصه، وسنبين أنواع الأنمي وتصنيفاته، وكذلك سنوضح الفرق بين الأنمي والكرتون، وسنتطرق لموضوع دخول الشباب السعودي لعالم صناعة الأنمي، وفي الختام سنختتم المقال بمعلومة صادمة عن ولي العهد السعودي وشغفه الكبير بالأنمي.

ما هو الأنمي؟

الأنمي هو اختصار لكلمة أنيميشن، وهي رسوم متحركة يابانية تم إعدادها بواسطة رسام متمكن ومتقن لفن الرسم واستعمال الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر.

 

من أين جاءت قصص الأنمي؟

إن غالبية قصص الأنمي مستمدة من كتب (المانجا) اليابانية وهي مشابه للكتب المصورة في العالم الغربي، وبعضها مؤلف من روايات خفيفة وقصص أصلية أصبحت شائعة بين الناس لدرجة إنشاء أنمي خاص بها.

بداية الأنمي:

ظهرت صناعة “الأنمي” في أوائل عام 1900 عندما أراد فناني اليابان أمثال (أوتن شيموكاوا) تجربة صناعة أفلام رسوم متحركة قصيرة، ولكن في ذلك الوقت كان إنتاج الرسوم المتحركة مكلفاً للغاية، كما قامت شركة “ديزني” الأمريكية باحتلال الصدارة في صناعة الرسوم المتحركة في اليابان.

وخلال الحرب العالمية الثانية، عندما توسع فن الأنمي أمرت الحكومة العسكرية اليابانية صناع الرسوم المتحركة بإنتاج أفلام دعائية للتأثير على الرأي العام للجماهير بعد هزيمة اليابان في الحرب، فتوقفت صناعات الأنمي مرة أخرى.

وفي عام 1952، قام الفنان (أوسامو تيزوكا) الذي نشأ على مشاهدة الرسوم المتحركة لشركة ديزني، بصنع أنمي بعنوان “الفتى أسترو”، وهي رسوم عن فتى آلي يحب السلام ويتمتع بقدرات خارقة وفائقة لطبيعة.

وبعد 7 سنوات من نموه المتصاعد سجلت صناعة الأنمي رقماً قياسياً جديداً في المبيعات فخلال عام 2017 بلغت أرباحه 2.15 تريليون ين ياباني (أي ما يعادل 19.8 مليار دولار)، والسبب في ذلك هو الطلب المتزايد من الخارج إذ تضاعفت صادرات مسلسلات وأفلام الأنمي ثلاثة أضعاف منذ عام 2014، كما ساعدت شبكات البث العالمية مثل “نتفلكس” و “أمازون” في زيادة عدد المبيعات، وحتى الآن لا زالت تستقطب عدد من أعمال الأنمي باستمرار.

 

أنواع الأنمي وتصنيفاته:

“إن الأنمي للأطفال!” إنها واحدة من أكثر العبارات التي أثارت الجدل حول العالم فاختلفت الآراء حول صحتها فالبعض اتفق معها، وفي المقابل قام البعض باعتبارها إسقاط خالي من الصحة، ولكن من المهم وضع بعين الاعتبار كون الأنمي لا يقتصر فقط على الأطفال، بل إن محتويات وقصص الأنمي قد تزداد تعقيد وسوداوية، وفي حالات كثيرة قام الأنمي بتحدث عن مشكلات مجتمعية شائعة منها (التنمر، والانتحار، والاكتئاب) الخ….

فيمتلك الأنمي تصنيفات كثيرة حسب المراحل العمرية وهي (كدومو، وشوجو، وشونين، وسينين، وجوسي) التي سنسرد موضوعاتها بالتفصيل.

–       النوع الأول: (كومودو) وتعني “الأطفال”، وتهتم بالقصص الأخلاقية وتعليم الأطفال القيم التربوية.

–       النوع الثاني: (شوجو) وتعني “الفتاة الصغيرة” وهو يناسب الفتيات التي تتراوح أعمارهن ما بين سن 10 إلى 18 عام، وهو يركز على العلاقات والمشاعر الإنسانية وقد يكون (درامي، أو تاريخي، أو خيالي، أو رومانسي).

–       النوع الثالث: (شونين) وهي نوع من المانجا والأنمي الذي يوجه إلى الفتيان، ويتميز هذا التصنيف بروح الحماسة والمغامرة والدعابة والعلاقات القوية بين الأصدقاء.

–       النوع الرابع: (سينين) وهي تعني “شباب” وهي تخاطب الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عاماً فما فوق، وتتميز بميل القصص إلى الواقعية وكثرة التفاصيل.

–       النوع الخامس: (جوسي) ويعني “امرأة” ويخاطب النساء من عمر 18 إلى 30 فما فوق، ويدور هذا النوع حول تجارب المرأة، وحياة البنات في الثانوية، ولكن أغلبها عن قصص النساء البالغات وتجاربهم وتتميز بالواقعية والنضج.

وبهذا نرى أن الأنمي لا يقتصر فقط على الأطفال، بل هو موجه إلى كل فئات المجتمع، باختلاف أعمارهم وتوجهاتهم.

الفرق بين الكرتون الأمريكي والأنمي الياباني:

ومن الموضوعات التي يعتبرها محبي الأنمي غير قابلة للجدال والنقاش كون الأنمي الياباني مختلف بمراحل عن الكرتون الأمريكي، فهنالك عدة أسباب جعلتهم يقومون بهذا الادعاء منها كون الرسم بالأنمي أكثر واقعية وأقرب لطبيعة من رسم الكرتون الذي يمتاز بالمبالغة والهزل عند تصوير الشخصيات، كما أن فن الأنمي يخاطب كافة المراحل العمرية ويستعرض عدد من المشكلات الاجتماعية بعكس الكرتون الأمريكي الذي يستهدف الأطفال غالباً ولا يضيف أي قيمة تربوية أو أخلاقية لهم.

 

دخول الشباب السعودي صناعة الأنمي:

بعد انتشار الأنمي حول العالم، قام الشباب السعودي بدخول هذا العالم من أوسع أبوابه حيث أطلقت شركة مانجا للإنتاج التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية “مسك”، العرض الأول لفيلم “الرحلة” الذي يعد أول فيلم أنميشن سعودي ياباني وذلك في صالة فوكس سينما بالرياض.

تحدث فيلم “الرحلة” المستوحى من تاريخ شبه الجزيرة العربية قصة أوس الخزاف صاحب الماضي الغامض، الذي يخوض معركة ملحمية للدفاع عن مدينته، ويعد العمل الفني إنتاج مشترك مع الإستديو الياباني الرئيسي توئي أنيميشن (toei (animation الذي قام بإخراجه شيزونو كوبون، الذي امتاز بإخراج عدد من الأعمال الشهيرة كالمحقق كونان، وجودزيلا.

ومن بين فناني الدبلجة اليابانيين أسماء مشهورة مثل تورو فرويا، وتكايا كورودا، وهيروشي كيميا، وفي المقابل تمت دبلجة النسخة العربية من قبل مواهب سعودية مثل نصار النصار، وعبد الرحمن الورثان، وعدد من الفنانين المشهورين مثل جاسم النبهان، وعبده شاهين ورشا رزق.

● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

Source almnatiq