أعلن معناprivacyDMCAالبثوث المباشرة

شماعة الاخفاق الرياضي

شماعة الاخفاق الرياضي

▪︎ واتس المملكة

.



شماعة الاخفاق الرياضي

الخاسر يشعر بمرارة الخسارة ويتجرعها علقماً وقد يطول أمده خصوصاً عندما يشعر أنه بذل الجهد لتلافي الخسارة ، وتزداد حدة المرارة إذا خسر مع الجهد الوقت والمال ، فيصاب المرء بالإحباط وقد يضطر إلى إعادة حساباته ويحجم عن المشاركة في أي مشروع يجر له خسارة مستقبلية…
سنوات عديدة شاركت في الإشراف على مشاركة لاعبين في بطولات دولية وإقليمية في لعبتي الجودو والتايكوندو، بذلت وزملائي في الإتحاد جهوداً كبيرة ووقت ومال للدفع بالاعبين لمنصات التتويج ، ذقنا حلاوة الفوز مرات بسيطة ولكننا تجرعنا مرارة الخسارة مرات أكثر وكان وقعها كبير علينا لأن العلم السعودي لم يرفع على منصات التتويج كما كان مامولاً ومتوقعاً، فزادت معاناتنا، ونعود أدراجنا بخيبة وألم، وفي طريقنا رجعتنا الطويل إلى الوطن من بلدان إقامة البطولات نشعر بالخجل عند ملامسة أرض الوطن، واللاعب في أحسن حالاته وفي أغلب الأوقات يردد قمت بما علي من واجب ولكن التحكيم ومعسكر الإعداد ضعيف وبرنامج تخفيف أو زيادة الوزن شديد …الخ؛ وبهذا علق خسارته على شماعة الإخفاق ومضى في حاله..!
ومع ذلك وبعد كل مشاركة نعود ونحاول مراجعة حساباتنا مرة بعد أخرى ونمني أنفسنا بأن خيرها في غيرها ونعاود الكرة بعد الأخرى والنتيجة في كل مرة قد تكون هي ذاتها، ومرت أعوام ونحن نرصد الأسباب وكيف نتلافى الإخفاق مستقبلاً. وفيما سبق كنا نصطدم كثيراً بضعف الموارد المالية المخصصة للإعداد والتأهيل وتسبب ذلك في محدودية كفاءة المدربين والمشرفين والفنيين، ونسوق بعض المبررات حرصاً على نفسية اللاعب حتى لا نفقده..!
تظل الأسئلة الشائكة هي ذاتها؛ لماذا اخفقنا؟ وما الحل لتجنب هزائم مستقبلية؟

تعود بعثة المملكة المشاركة في الأولمبياد في اليابان وهي تتجرع ذات الكأس المر الذي تجرعناه مرات عديدة وكأن التاريخ يعيد نفسه، وهناك دول جاءت بعدنا إلى الأولمبياد وتجاوزتنا وأثبتت وجودها ورفعت أعلام أوطانها بجدارة وبفخر على منصات التتويج، ونحن مازلنا نراوح في مكاننا ونحرص على نفسية اللاعب على الرغم من كل فرص النجاح الكبيرة المتوفرة له، فما هو عذره اليوم يا ترى؟.

جعلت أفكر جيدا في أثر تلك النتائج والإخفاق على الأمير الشاب المساند للاعبين والقريب منهم والذي شاهدناه بملابسه الرياضية في المدرجات وعلى بساط الجودو وفي حلبة العاب القوى وفي صالات رفع الأثقال وعلى جوانب المسبح يدعم ويحفز ويشجع كل لاعب بمفرده ولو بيده لشارك هو بنفسه في كل لعبة من حرصه الملحوظ وشغفه للفوز في مواقف نادرة الحدوث في رياضتنا السعودية، وعلاوة على ذلك الدعم اللامحدود الذي تلقاه الالعاب والرياضة في عهد ملك الحزم وأمير العزم ولي العهد، ولكن هم ذات اللاعبين الذين خذلونا بالأمس ولو تغيرت أسمائهم ومواقعهم فالتصرفات والنتائج هي ذاتها، وعلى الرغم من القيادة الرياضية المتوثبة والدعم الحكومي السخي الكبير والتنظيم الإداري الجيد وتوافر الطواقم الفنية المؤهلة إلا إن اللاعب السعودي أبى إلا أن يخفق… فما الخلل وأين يكمن؟
إن الإجابة على هذا السؤال وتفكيكه تحتاج إلى جلسة مكاشفة للقيادات الرياضية تتم بهدوء وتبحث عن حلول، فتجارب العالم من حولنا كثيرة وقريبة على مسافة ضغط زر.

واعترف أنه ليست لدينا قوة خارقة لحل هذه المعضلة دون المواجهة الصادقة والشفافة والإفادة من الخبرات والتجارب السابقة حتى لا نكرر الأخطاء ذاتها، ومن خلال تجربتي الرياضية السابقة أسوق هنا بعض الرؤى والأفكار لعلها تسهم في الإجابة على ذلك التساؤل العريض خدمة لوطننا المعطاء..!
ولعل من أبرز تلك الرؤى :
١- حسن اختيار اللاعب الوطني الجاد الذي يحمل بين جنبيه قلباً ينبض بحب وطنه ولديه الشغف الحقيقي للمنافسة الرياضية وليس للمشاركة التشريفية فحسب.

٢- وضع برناج تأهيل نفسي رياضي شامل يلزم الجميع حضوره قبل الاختيار للمنتخب والتأكد من مناسبة اللاعب للمهمة الوطنية.

٣- اختيار المدرب (ربان السفينة) صاحب النظرة البعيدة والثاقبة الذي ينظر للنتائج وليس للوسائل.

٤- تشكيل فريق عمل في اللجنة الأولمبية السعودية خاص بالمنافسات الأولمبية وينضم إليه أطباء تغذية مؤهلون، ومختصون في الرياضة واللياقة البدنية، وتربويون خبراء، ومختصون في علم النفس العام والرياضي، ويتولى الفريق دراسة حالة كل لاعب شارك في الأولمبياد الأخير على حده والوقوف التام على وضعه الاجتماعي والأسري والاقتصادي والنفسي والفني، والخروج بعلامات طريق تضمن -بتوفيق الله- مشاركات مستقبلية مشرفة لوطن عزيز.

٥- تعديل برامج الاحتراف الرياضي ومخصصات المحترفين في الاندية وربطها بصرامة بمشاركتهم الفاعلة في المنتخبات الوطنية ومدى التزامهم ببرامج الإعداد وتفاعلهم وادائهم الجاد في المنافسة الرياضية.

٦- وضع الحوافز المادية والمعنوية المناسبة لمن يحقق نتائج في معسكرات الإعداد ونتائج المنافسات وتكون الحوافز تراكمية لا تصرف ولا تمنح إلا في نهاية كل المشاركة بعد تقييم وقياس الاداء والنتائج لكل لاعب على حده حتى في الألعاب الجماعية.

٧- وضع آليات حازمة وصارمة لمحاسبة المقصرين أياً كانوا -أداريين أو فنيين أو لاعبين- على اخفاقاتهم دون هواده ..فالوطن غالي ولا ينبغي أن يكون هو على ذيل قائمة اهتمامهم وألا يقدم النادي أو الفريق أو الاتحاد على المشاركه الوطنية.

٨- تفعيل برامج استقطاب البراعم الرياضية من خلال الرياضة المدرسية والأكاديمية الأولمبية.

سمو الأمير … نقدر حجم المعاناة ومرارة الخسارة ، فعليك بالحزم لإيقاف هذا التراخي غير المبرر ، وكلمة حق يجب أن تقال فلقد كنت أنت البطل الوطني خلال هذه المشاركة الصعبة وفي هذه الظروف الاستثنائية.

*عضو مجلس الشورى السابق
وعضو اللجنة الأولمبية السعودية سابقاً

فيينا
٢٠-١٢-١٤٤٢هـ

● تنويه لزوار الموقع (الجدد) :- يمكنك الإشتراك بالأخبار عبر الواتساب مجاناً انقر هنا ليصلك كل ماهو جديد و حصري .

Source almnatiq



slot gacor
https://maspasha.com/
slot gacor
https://punchermedia.site/
https://bkpsdm.tanahlautkab.go.id/galaxy/
max88
https://143.198.234.52/
sonic77
https://159.223.193.153/
http://152.42.220.57/