أعلن معناprivacyDMCAالبثوث المباشرة

بلا وطن …!

بلا وطن …!

▪︎ واتس المملكة

.



بلا وطن …!

“ما تعرف خيري حتى تجرب غيري”..! مقولة من المقولات السيارة، وتنطبق كثيراً على العديد من مستويات العلاقات الإنسانية المختلفة.. فقد تستخدم لوصف العلاقات بين الزملاء والأصدقاء؛ وكذا بين الأزواج والرؤساء والمرؤوسين وغيرهم..!
ولكنها أصبحت كذلك تنسحب في الأونة الأخيرة على أمر بالغ الأهمية يعاني من أثاره الجسيمة كثير من الناس؛ آنها العلاقة بالوطن!!؛ وقد لا يقدّر تلك المعاناة فئامٌ ممن لم يتجرعوا مرارة فقد أوطانهم.
فالذين ينعمون في أوطانهم برغد العيش واستتباب الأمن وعموم الرخاء واستقرار الحكم وحكمة الحكام ورعايتهم لمصالح المواطنين، ينظرون إلى هذه المعطيات على أنها من المسلمات التي لن تزول أو تحول أو تنقص أو تنقض..!؛ فهم يشعرون أن الأمن والاستقرار والرخاء تحصيل حاصل؛ وهي مكتسبات يجب أن تتوفر لهم، وتأمينها يقع على الحكام ، وحمايتها تقع على المسؤولين ورجال الجيش والأمن فحسب..!
وهذا يعني من وجهة نظر البعض أنه ليس مطلوب منهم أي دور في المحافظة على الأمن والدفاع عن وطنهم والذود عن حياض دولتهم ومساندة حكومتهم لمواصلة مسيرة البناء والنماء، أو على أقل تقدير الوقوف ضد أيادي العابثين والمتآمرين والحاقدين على الوطن!.
إن بعض المواطنين المتلونين في كثير من الأوطان لا يدركون معنى وأبعاد وخطورة فقد الوطن.. ولا يقدرون نتيجة التغاضي عن المتامرين الذين يسعون إلى الخروج على ولاة الأمر أو الانتقاص من العلماء أو التآمر على تفكيك الدولة وإسقاط الحكومة التي ستؤدي حتما إلى ضياع الوطن إن تُرك لتلك الفئة المارقة الأمر..!
يجب أن يقال للمتلونين وللمتآمرين أن يستمعوا وينصتوا جيداً لمن فقدوا وطنهم..!
خذوا العبرة من تجاربهم المريرة عندما سكتوا أو ساعدوا الغوغاء فخرجوا على الحكام وانقلبت الدولة وسقطت الحكومة وضاع الوطن..!
اسألوهم عن مشاعرهم وهم يقفون على الحدود الدولية مهجرين لا يجدون شربة ماء ولا لقمة عيش عزيزة فائضة كانوا يوماً يحتقرونها ويرمون بها في مرمى النفايات..!.
اسالوهم عندما انتزعت كرامتهم بسياط التعذيب النفسي والبدني، وانتهكت أعراضهم أمام أعينهم..!
اسالوهم حينما قطعت أجساد أمهاتهم وآبائهم وأولادهم وهم لا يستطيعون تحريك ساكن وتموت قلوبهم وتتفطر أفئدتهم مئة مرة..!.
اسالوهم عندما يقطعون الأميال بحثاً عن ما يستر أبدانهم..!؛ والاصطفاف بالساعات لنيل وقتٍ يسيرٍ لقضاء حاجتهم أو لغسل أبدانهم بقليل من الماء..!.
دعوهم يخبرونكم كم هم مشتاقون لوطنهم السابق بعلاته وحكومتهم بمساوئها ومنازلهم بصغرها وضيقها، لقد جربوا غيرها فعرفوا خيرها!.
لقد كانوا ينعمون في وطن له حدوده واسمه وعلمه خفاق، وله مؤسساته وهويته ودولته وحاكم يرعى شؤونهم..! ولكنها الثورات التي أتت على القيم والأخلاق أولاً فنزعت معها الأمن والسلم وحطمت الأوطان.. فما هي هويتهم وما جنسيتهم اليوم؟.

تعلمون أن وثائق الجنسية التي بأيدي من تفضلت عليهم دول اللجوء مكتوبة بدم الأبرياء، وبخزي العار، وبكسر عزة الأحرار، تحمل عبارة “بلا وطن”!.
وهذه العبارة الموجزة تحمل عبرة بليغة ورسالة كافية لمن كان له بصر وبصيرة!.

*عضو الشورى السابق.

Source almnatiq



slot gacor
https://maspasha.com/
slot gacor
https://punchermedia.site/
https://bkpsdm.tanahlautkab.go.id/galaxy/
max88
https://143.198.234.52/
sonic77
https://159.223.193.153/
http://152.42.220.57/