“وورلد أويل”: قرار “أوبك +” برفع الإنتاج رهان حذر على انتعاش الاقتصاد العالمي في الصيف
▪︎ واتس المملكة:
.
حققت أسعار النفط الخام مكاسب جيدة في ختام الأسبوع الماضي على الرغم من قرار مجموعة المنتجين في تحالف “أوبك +” بالعودة إلى زيادة الإنتاج ابتداء من أيار (مايو) المقبل والشهور التالية بواقع 500 ألف برميل يوميا لمواكبة نمو الطلب في فصل الصيف خاصة ما يخص الاستهلاك المحلي في دول منتجي الشرق الأوسط.
وعزز الإعلان عن خطة تحفيز مالي أمريكية جديدة المكاسب، علاوة على تراجع المخزونات النفطية إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام ويضاف إلى ذلك استمرار توزيع لقاحات كورونا بوتيرة سريعة.
كما تتلقى سوق النفط الخام دعما قويا من بيانات أمريكية قوية عن نمو الوظائف في آذار (مارس) علاوة على تراجع معدل البطالة إلى 6 في المائة وأضيف إلى ذلك قرارات داعمة أخرى ومنها السماح لمتلقي لقاح كورونا بالسفر داخل الولايات المتحدة دون قيود ودون الخضوع لضوابط وعزل صحي.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير “وورلد أويل” الدولي أن موافقة “أوبك +” على زيادة إنتاج النفط الخام تدريجيا في الأشهر المقبلة يضع رهانا حذرا على انتعاش اقتصادي صيفي مع تعافي العالم من جائحة كورونا.
وأوضح التقرير أن قرار المنتجين في “أوبك +” جاء أيضا مفاجئا وتحدى توقعات السوق للمرة الثانية في أقل من شهر حيث وافقت المجموعة على إضافة أكثر من مليوني برميل يوميا إلى إمدادات النفط العالمية، من أيار (مايو) إلى تموز (يوليو) المقبلين ما سيعيد نحو ربع النفط الخام الذي ما زالوا يحجبونه بعد إجراء تخفيضات كبيرة قبل عام استجابة لمتطلبات مكافحة الوباء.
واشار إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط بقوة فوق 60 دولارا للبرميل يطالب عديد من الدول من “أوبك +” بتوفير مزيد من الوقود للاقتصاد العالمي المتسارع خاصة مع ارتفاع تكاليف السلع الأخرى أيضا ما ترك البنوك المركزية من الولايات المتحدة إلى الصين تتصارع مع احتمالية ارتفاع التضخم في الوقت الذي تضخ فيه حكوماتهم تريليونات الدولارات في مجال الحوافز المالية.
وذكر أن “أوبك” وحلفاءها أصبحوا أكثر اقتناعا بأن الطلب على النفط أصبح الآن على قدم وساق مع قيام دول مثل الولايات المتحدة بتوسيع برامج التطعيم الخاصة بها، مشيرا إلى قول وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “أوبك +” إنه “حتى في تلك القطاعات التي تضررت بشدة مثل السفر بالطائرات هناك مؤشرات على تحسن ملموس”.
ونوه إلى تأكيد شركة “وود ماكينزي” البحثية الدولية أن “أوبك +” وافقت على زيادة حصص الإنتاج ولكن بشكل حذر، ولا سيما أن خفض الإنتاج دعم كثيرا أسعار النفط ومع ذلك يجب أن يساعد اتفاق المنتجين أيضا في تجنب الارتفاع الحاد في الأسعار مع ارتفاع الطلب على النفط”.
وسلط التقرير الضوء على قول الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن تحالف “أوبك +” سيعزز الإنتاج بمقدار 350 ألف برميل يوميا في أيار (مايو) المقبل ويضيف الحجم نفسه مرة أخرى في حزيران (يونيو) ويزيد بمقدار 450 ألف برميل يوميا في تموز (يوليو) وعلاوة على ذلك ستعمل السعودية على التراجع عن خفضها الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا مضيفة 250 ألف برميل يوميا في أيار (مايو) و350 ألفا في حزيران (يونيو) و400 ألف في تموز (يوليو).
وذكر أن كبار المستهلكين خاصة الولايات المتحدة والهند طالبوا “أوبك +” بالعمل على إبقاء الأسعار تحت السيطرة خوفا من أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة الضغوط التضخمية في جميع أنحاء العالم على الرغم من ضعف استهلاك النفط في أوروبا مع قيام فرنسا وألمانيا وإيطاليا بتمديد أو فرض عمليات إغلاق جديدة بسبب ارتفاع حالات الإصابة بوباء كورونا.
وأشار التقرير إلى أنه في المقابل نجد استخدام الوقود ينمو بسرعة في أمريكا كما أن مؤشرات الطلب من الصين قوية. وأبرز التقرير مضمون الاتصال الهاتفي بين الأمير عبدالعزيز بن سلمان ووزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم الذي تم خلاله تسليط الضوء على أهمية توفير الطاقة بأسعار معقولة.
وأضاف أن الاتصال ركز بالأساس على تعميق التعاون بين السعودية والولايات المتحدة في مجالات مثل الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة وعزل الكربون، لافتا إلى قول الأمير عبدالعزيز إن “أوبك +” تقوم الآن باختبار السوق إلى حد كبير ولديها فرصة لعكس مسارها إذا لزم الأمر في اجتماعها المقبل في 28 نيسان (أبريل).
نوه التقرير بتأكيدات ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي – الذي زادت بلاده الإنتاج بشكل مطرد هذا العام – على الحاجة إلى إبقاء أصابعنا على نبض السوق وعدم السماح بارتفاع درجة الحرارة أو حدوث عجز كبير.
وأشار إلى أن قرار “أوبك +” باستئناف الزيادات المرحلية لا يعنى المضي على الوتيرة نفسها في الفترة المقبلة بل ستتم مراجعة كل خطوة كل شهر ما يسمح لها بالتوقف مؤقتا إذا كان نمو الطلب على النفط مخيبا للآمال، لافتا إلى أن مفاجأة قرار “أوبك +” بزيادة الإنتاج كانت كبيرة وذلك بسبب توقعات مسبقة للمحللين راهنت على أن المجموعة ستقوم بتمديد حصص الإنتاج لمدة شهر واحد على الأقل.
وأشار التقرير إلى أن مجموعة “أوبك +” كانت قد وافقت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على جدول شهري لتعديلات الإنتاج التدريجي بما يصل إلى 500 ألف برميل يوميا للأشهر الثلاثة المقبلة ولكن بعد زيادة العرض بشكل جماعي في كانون الثاني (يناير) الماضي امتنعت المجموعة عن القيام بأي زيادة أخرى بسبب الشكوك حول قوة الطلب.
وأكد أن قرار الزيادة يرجع في جانب منه إلى الاستجابة لمطالبات دول الاستهلاك لضخ مزيد من النفط وتهدئة وتيرة صعود الأسعار، مشيرا إلى أنه داخل “أوبك +” نفسها فضلت روسيا منذ فترة طويلة زيادة الإنتاج والآن تحرص بعض الدول الأخرى على الإشارة إلى أن العرض يمكن أن يرتفع خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث من المتوقع أن يتعافى الطلب خلال صيف نصف الكرة الشمالي.
وعدّ التقرير أن أساسيات السوق مستقرة وهو ما أكدته مجموعة “أوبك +” في اجتماعها الوزاري الخميس الماضي، لافتا إلى قول الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن “أوبك +” كانت محقة في تمديد التخفيضات في اجتماع الشهر الماضي ولا يمكن إنكار دليل التعافي ولكن يجب أن نحافظ على هذا الموقف الحذر”.
وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس وسط انخفاض الدولار أمام أغلب العملات الرئيسة وعزز الخام مكاسبه في أعقاب الكشف عن خطة تحفيز اقتصادي جديدة في أمريكا.
وكانت إدارة معلومات الطاقة قد أعلنت الأربعاء تراجع مخزونات الخام في أمريكا بنحو900 ألف برميل إلى 501.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي في حين توقع محللون ارتفاعها بنحو 600 ألف برميل.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لإنفاق نحو تريليوني دولار على البنية التحتية لتطوير شبكات الكهرباء وغيرها من المرافق فضلا عن تعزيز التعافي الاقتصادي من جائحة كورونا.
من ناحية أخرى، انخفض مؤشر الدولار (أمام سلة من العملات الرئيسة) بحلول الساعة 17:30 بتوقيت جرينتش 0.3 في المائة، إلى 92.9 نقطة، وسجل أعلى مستوى عند 93.3 نقطة في حين سجل أقل مستوى عند 92.8 نقطة.
وعلى صعيد التداولات، ارتفعت العقود الآجلة لخام “نايمكس” الأمريكي تسليم أيار (مايو) بحلول الساعة 17:22 بتوقيت جرينتش 3 في المائة، إلى 60.9 دولار للبرميل، وسجل أعلى سعر عند 61.4 دولار وأقل سعر عند 58.8 دولار.
وصعدت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم أيار (مايو) 2.6 في المائة، إلى 64.3 دولار للبرميل، وسجل الخام أعلى سعر عند 64.6 دولار وأقل سعر عند 62.3 دولار.
يذكر أن توسع حفر النفط في الولايات المتحدة بأسرع وتيرة منذ بداية الوباء وسط ارتفاع الأسعار وتوقعات الطلب المتفائلة بشكل متزايد. وأشارت بيانات لشركة بيكر هيوز الخميس الماضي، إلى ارتفاع إجمالي عدد الحفارات التي تبحث عن النفط في جميع أنحاء البلاد بمقدار 13 هذا الأسبوع إلى 337 وهي أكبر قفزة منذ كانون الثاني (يناير) 2020.
Source aleqt