▪ واتس المملكة:
.
أثار الظهور الأول للأستاذة ابتسام الشهري المتحدثة الرسمية لوزارة التعليم الجدل حول صحة تأنيث الألقاب والأوصاف نحو: “متحدث”، “رئيس”، “عضو”، وغيرها. بعد تباين وسائل الإعلام الرسمية بمختلف منصاتها في استخدام لفظ “متحدث” تارة بالتذكير وأخرى مؤنثا.
تعليق أستاذ النقد والنظرية د.عبدالله الغذامي وردّه بتصحيح المفردة وتأنيثها على أحد الحسابات الإخبارية في “تويتر”، فتح الباب أمام المغردين وحرضهم على إبداء آرائهم وتعليقاتهم حول المسألة اللغوية التي انقسموا حولها بين موافق للدكتور في تصويبه ومعارض يميل إلى عدم جواز تأنيث الأوصاف والألقاب، كما تعلق موضي العيسى، وهتّان الذي يستدرك مغردا: “المتحدث” وصف للموقع الوظيفي وهو الأصح في اللغة. بينما يرى آخرون كما إبراهيم آل سنان صحة الوجهين، مشيرا إلى تأثر الحكم بمتغيرات ثقافية واجتماعية تخرجه عن مناطه اللغوي المجرد.
وسبق للغذامي التطرق للقضية في أكثر من مناسبة أهمها كتابه “المرأة واللغة” الذي دعا فيه إلى تأسيس كتابةٍ تحمل سمات “الأنثوية” وتقدمها في النص اللغوي بوصفها قيمة إبداعية. ويكيف قضية تذكير الأوصاف والألقاب وتأنيثها في مقالة أخرى في سياق مقارب يقول فيه: “اللغة بصيغتها الكتابية تاريخياً هي مملكة الرجل، فهو من رسم شروط الكتابة ووظفها حكراً عليه، هو المرسل والمستقبل، وكانت المرأة أمية وخارج النص المكتوب لا تكتبه ولا تستقبله، وحينما سمحت الثقافة للمرأة بأن تمسك بالقلم حاصرتها بشروط التذكير”.
بينما يرى الأكاديمي اللغوي الدكتور عبدالرزاق الصاعدي جواز الوجهين مع التأكيد على أن التذكير مع المؤنث هو الأقل استخداما لدى العرب؛ لأن التذكير في الألقاب والمهن للإناث أسماءً كانت أو أوصافا قد يفتح بابا للاضطراب. قبل أن يرجح “التأنيث” في نحو “أستاذة” و”دكتورة” و”متحدثة” وغيرها، ملمحا إلى انتفاء ما يعيب هذا “التأنيث”.
يذكر أن وزارة التعليم قد أعلنت في وقت سابق عن تعيين ابتسام بنت حسن الشهري متحدثة باسم التعليم العام، لتكون بذلك أول متحدثة رسمية في تاريخ الوزارات السعودية.
