أعلن معناprivacyDMCAالبثوث المباشرة

زوار “الجنادرية” يتعرفون على دور “قص الأثر” في كشف غموض الجرائم

زوار “الجنادرية” يتعرفون على دور “قص الأثر” في كشف غموض الجرائم

▪ واتس المملكة:

إلى جانب أحدث التقنيات الحديثة في مجال العلوم الجنائية، يعرض جناح الأمن العام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 33” دور “قص الأثر” في الكشف عن ألغاز بعض الجرائم، بهدف تعريف الزوار على ذلك.

وتعتبر مهارة قص الأثر من المهارات النادرة التي تميّز بها العرب منذ القدم، حيث اشتهر بعض أبناء البادية بالقدرة على تتبع آثار الاقدام والحوافر والخفاف وتحليلها والاستدلال على ما يتركه الإنسان أو الحيوان من أثر لاستنتاج صفات صاحب الأثر، أو معرفة مكانه أو مقصده.

ولجأ العربي إلى مهارة قص الأثر لاستجلاء غموض ما يشكل عليه في الصحراء، بل ووظفها في توحيد الله حين قال: “البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا تدل على اللطيف الخبير”.

وتعكس مهارات قص الأثر عبقرية الرجل البدوي في الجزيرة العربية، وعادة ما تبدأ المهارة مبكراً بالتعرف على آثار أقدام الأهل وأفراد العشيرة، ثم تتطور إلى أن يصل الماهر من القصاصين إلى معرفة أثر الرجل من المرأة والشاب من الشيخ والأعمى من البصير والثيب من البكر وجهة القدوم والمقصد.

ويستطيع القصاص تمييز أثر الحيوانات والحشرات من بعضها فيحدد أن هذا الأثر لجمل من النظر لقدمه التي تنهب الأرض ومن بوله بينما الناقة تترك أثراً خفيفاً، كما يعرف الناقة المحلوبة إذا كانت تباعد بين رجلها وبين ضرعها، وكذلك أثر ذكر الحيوان من الأنثى من حيث أن قدم الحيوان الذكر تكون أكبر من أثر قدم الأنثى.

وأصبح “قص الأثر” علماً في الوقت الراهن يُدرّس في أكاديميات الشرط ومراكز البحث الجنائي وحرس الحدود، حيث يتم تدريس مهارات التعرف على آثار الأقدام والأسس العلمية اللازمة لذلك، وتنمية قدرات المتدربين على تتبع الأثر ومتابعته وتزويدهم بأهم العلامات والسمات المميزة لكل فرد وبطريقه واتجاه سيره وتأثير المكان والظروف البيئية المحتملة على ذلك الأثر، إضافة إلى أهمية التصوير الفوتوغرافي في التوثيق والمقارنة وآثار الأقدام.

تجدر الإشارة إلى أن الرحالة والمستشرقين خصصوا مساحات كبيرة في مؤلفاتهم للتعبير عن دهشتهم وانبهارهم بفطنة وفراسة قصاصي الأثر العرب، حيث عبّر الرحالة “بيرترام توماس” عن انبهاره ببعض مرافقيه الذين أروه آثار جرة لذلول كان يراها هو جرة كأي جرة أخرى لناقة أو جمل، وعرفوا من ذلك الأثر الرجل الذي كان يقود تلك الذلول بل وذهبوا أبعد من ذلك حين علم منهم أن الذلول “لقحة”!.

أما الرحالة (ويلفريد ثيسيجر) المعروف بمبارك بن لندن فقد روى قصة عجيبة أثناء عبوره الربع الخالي، حين رأى أثراً ولم يكن واضحاً ما إذا كان لإنسان أم لحيوان لاختفاء معالمه بفعل الرياح، وقام أحد مرافقيه بتفحص الجرة سريعاً وتتبعها لمسافة قصيرة وأخذ بيده فتات بعر ثم ألتفت إليهم وقال إنهم ستة رجال من “العوامر” مروا من هنا منذ عشرة أيام بعد أن نهبوا ثلاثة من الإبل..، وهو تحليل استبعد بن لندن حدوثه، ليتفاجأ هو ورفاقه في طريق العودة أنهم قابلوا أناساً من آل كثير أخبروهم أن ستة رجال من العوامر غزوا وقتلوا ثلاثة رجال ونهبوا ثلاثة إبل!.

وكذلك عبّر الكابتن البريطاني روجر ابتون، عن دهشته من مهارة البدو وقوة ملاحظتهم في قص أثر طائر الحباري..، فهم يعرفون مثلاً أن الآثار القريبة من بعضها تعني أن الطائر يرعى في الصباح وإذا تباعدت خطاه وسار في خط مستقيم فهو قد رأى ما يريبه ولاذ بالفرار، وهم يعرفون آثار الطائر الذي على وشك أن ينهض ليطير وفي أي اتجاه سوف يطير وأين سيحط لأنه يطير عكس الريح.



slot gacor
https://maspasha.com/
slot gacor
https://punchermedia.site/
https://bkpsdm.tanahlautkab.go.id/galaxy/
max88
https://143.198.234.52/
sonic77
https://159.223.193.153/
http://152.42.220.57/