رد الملك فهد على قرار فرنسا خفض استيراد النفط من المملكه وتفضيلها للنفط الإيراني

▪︎ واتس المملكة:

.

في عام 1985 أبلغت فرنسا أرامكو في برقية مقتضبة خفض استيرادها من نفط المملكة بنسبة 50%، معلنة أنها تفّضل النفط الإيراني.
وهذا القرار الفرنسي اغضب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، لكنه اتّخذ موقفا براغماتياً في العلن قائلاً: هذا حق سيادي لفرنسا ولا يمكننا أن نملي عليها ما يجب فعله.
وفي تلك الأثناء كانت المملكة تفاضل بين شراء مقاتلات ميراج الفرنسية وتورنيدو البريطانية، وكانت شركة الصناعات العسكرية الفرنسية واثقة من فوزها بالصفقة فطائراتها لا تقل كفاءة كما أنها أقل سعراً.
لكن الفرنسيون شعروا أن الصفقة ستطير منهم لصالح البريطانيين بسبب قرار النفط الذي أتخذوه أثناء المداولات بشأن صفقة الطائرات، فأوفد الرئيس ميتران أخاه الجنرال في مهمة عاجلة للرياض للقاء الملك فهد وإنقاذ الصفقة.
وافق الملك فهد على لقائه ولكن قبل اللقاء ب12 ساعة طلب الملك إعلان الصفقة مع بريطانيا، وعندما دخل الموفد الفرنسي الديوان الملكي رحب الملك فهد به في الرياض وقال له: “فرنسا بلد صديق” ، أجاب ميتران أعتقد أنني تأخرت فعلا عن الموضوع الذي أردت مقابلتك من أجله، لو تسنت لي الفرصة لطلبت تأخير قرارك حتى تتاح الفرصة للنظر في الصفقة مجددا.
لكن الملك اجابه أعلم أنك تقول ذلك بنية حسنة،لكننا أتخذنا قرارا سياديا ونحن لا نأخذ بنصيحة أحد في قراراتنا السيادية. وأستطرد الملك فهد: قبل فتره قررت فرنسا خفض وارداتها من نفطنا بنسبة 50% ولا أذكر أن الرئيس أرسلك لتطلعني على ذلك أو لتشعرنا مقدما او لتخبرنا عن سبب قيامكم بذلك، لم نعلم بالأمر إلا عندما وردت برقية لشركتنا النفطية.
وختم الملك فهد لكني اعتبرت أن الرئيس ميتران اتخذ قرارا فيه مصلحة قوميه لفرنسا ولا يحق لي أن أشكك في قراره السيادي لذا آمل ألا تشكك في قراري الآن.
وفيما بعد وصف ناطق فرنسي الصفقة بأنها لم تكن متوقعة وغير مفهومة وكارثية، وأن هذا التحول القاسي لها ذو طبيعة سياسية.

Source almnatiq

Scroll to Top